الأفعال الناسخة كان وأخواتها |
تعريف كان وأخواتها
تأمل الجمل التالية :
– كان نظامُ البريد غيرَ معروف ، ولمّا جاء معاوية بن أبي سفيان أنشأه ونظّمه .
– بات الضيفُ شبعانا .
– يصير الهلال بدرا .
– ظل الضباب كثيفا .
ستلاحظون أعزائي أن هذه الجمل مسبوقة بفعل ماض هو ( كان ) ، أو ( بات ) ، أو ( ظل ) ، ومسبوقة كذلك بفعل مضارع هو ( يصير ) .
وستلاحظون أن الجمل المسبوقة بالأفعال المذكورة كلها جمل اسمية ، وقبل أن تدخل عليها تلك الأفعال كانت :
– نظامُ البريد غيرُ معروف .
– الضيفُ شبعانٌ .
– الهلالُ بدرٌ .
– الضبابُ كثيفٌ .
أي أنها جمل تتكون من مبتدأ مرفوع وخبر مرفوع ، لكن فور أن دخلت عليها تلك الأفعال بقي المبتدأ مرفوعا ، لكن الخبر صار منصوبا . تلك هي عائلة كان وأخواتها ، وتسمى أيضا أفعالا ناقصة .
لماذا سميت كان وأخواتها أفعال ناسخة ناقصة ؟
لأنها تحتاج إلى خبر حتى يتم المعنى ، فلا يمكن أن تقول : كان محمد – ظل الضباب – أصبح الرجل …دون أن تتمها بخبر يوضح معناها .
وتسمى أيضا بالأفعال الناسخة أو النواسخ لأنها نسخت حكم الخبر وبالتالي فهي تغير في إعراب الجملة التي تدخل عليها .
معاني كان وأخواتها
– كان : تفيد التوقيت المطلق .
– أصبح : التوقيت بالصبح .
– أمسى : التوقيت بالمساء .
– ظل : التوقيت بالنهار .
– أضحى : التوقيت بالضحى .
– بات : التوقيت بالليل .
– صار : تفيد التحويل ( تحويل الاسم إلى الخبر ) كمثال : صار القطن نسيجا .
– ليس : النفي .
– مازال ، ما برح ، ما انفك ، ما فتئ : تفيد الاستمرار .
– ما دام : تفيد بيان المدة .
إعراب كان وأخواتها
قاعدة : تدخل كان وأخواتها على المبتدأ والخبر فترفع المبتدأ ويسمى اسمها ، وتنصب الخبر ويسمى خبرها .
عمل كان وأخواتها
لكي تباشر كان وأخواتها عملها بأكمل وجه فيلزمها شروطا خاصة تحدد عملها ومهامها وهي كالتالي :
1 – الأفعال : كان ، صار ، ليس ، أصبح ، أمسى ، أضحى ، ظل ، بات ، تعمل بلا شرط ، أي ترفع المبتدأ وتنصب الخبر مطلقا ، مثل :
– كان المطر غزيرا .
– أصبح الساهر متعبا .
– صار الجو جميلا .
– ليس الغش مقبولا .
2 – الأفعال : زال ، برح ، انفك ، فتئ ، لا تعمل عمل كان إلا إذا اقترنت بنفي أو نهي ، مثل :
– ما زال العدو ناقما .
– ما انفك الرجل نادما .
– لا تزل مجتهدا .
3 – الفعل : دام ، يشترط أن تسبقه ما المصدرية الظرفية ، لأنها تحول الفعل إلى مصدر مسبوق بمدة ، مثل :
– لا أخرج من البيت ما دام المطر نازلا .
– لا أصاحبك ما دمتَ متكبرا .
تصريف كان وأخواتها
تختلف كان وأخواتها من حيث قابليتها للتصريف على النحو التالي :
1 – الأفعال الناقصة التي تعمل في الماضي والمضارع والأمر ، وهي سبعة أفعال : كان ، أصبح ، صار ، أمسى ، أضحى ، ظل ، بات .
2 – الأفعال الناقصة التي تعمل في الماضي والمضارع : ما زال ، ما برح ، ما انفك ، ما فتئ .
3 – الأفعال الناقصة التي تعمل في الماضي فقط : ليس ، ما دام .
سؤال : الفعل دام تصريفه ( دام ، يدوم ، دُم ) ، فكيف تقول يعمل في الماضي فقط ؟
جواب : لأنه فعل تام ، ونحن قلنا الفعل الناقص الذي تسبقه ما .
أنواع خبر كان وأخواتها
يأتي خبر الأفعال الناسخة كخبر المبتدأ تماما حيث يكون :
1 – مفردا ( ونعني بالمفرد هنا كل اسم مفرد أو مثنى أو جمع ) ، مثل :
– كان التلميذُ مجتهدا .
– كان التلميذان مجتهدَيْن .
– كان التلاميذُ مجتهدِين .
2 – جملة فعلية ، مثل :
– كان المعلمُ يدرّس التلاميذَ .
3 – جملة اسمية ، مثل :
– الفلاحُ عملُه شريف .
4 – جارا ومجرورا ، مثل :
– ليس للخائنِ ضميرٌ .
5 – ظرفا ، مثل :
– ما زال الوفيّ عندَ وعده .
إعراب أنواع خبر كان وأخواتها
– كان التلميذ مجتهدا .
كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح .
التلميذ : اسم كان مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره .
مجتهدا : خبر كان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره .
– أصبح التلميذ يفهم .
أصبح : فعل ماض ناقص مبني على الفتح .
التلميذ : اسم كان مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره .
يفهم : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره وفاعله ضمير مستتر تقديره هو ، والجملة من الفعل والفاعل خبر أصبح .
– صار الجو رياحه شديدة .
صار : فعل ماض ناقص مبني على الفتح .
الجو : اسم صار مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره .
رياحه : مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة وهو مضاف ، والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر مضاف إليه .
شديدة : خبر للمبتدأ ( رياحه ) مرفوع ، والجملة الاسمية ( رياحه شديدة ) خبر صار .
– ظل الحارس في المدرسة .
ظل : فعل ماض ناقص مبني على الفتح .
الحارس : اسم ظل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره .
في : حرف جر .
المدرسة : اسم مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة في آخره والجار والمجرور خبر للفعل الناقص ( ظل ) .
تقدم خبر كان على اسمها
أصل القاعدة أن تجيء كان وأخواتها أولا ، ثم الاسم ، ثم الخبر ، لكن هناك حالات تقديم وتأخير نوردها على النحو التالي :
1 – يجوز أن يتوسط الخبر بين كان وأخواتها ، وبين أسمائها ، مثل :
– كان كريما محمدٌ .
– ليس سواءً عالمٌ وجهول ٌ .
2 – يجوز أن يتقدم خبر كان وأخواتها عليها ، فيما عدا ( ليس ، و ما دام ) مثل :
– رحيما كان رسولُ الله .
– مطمئنا بات المؤمنُ .
أمثلة على كان وأخواتها مع الإعراب
– كان الجوُّ جميلا .
كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح .
الجو : اسم كان مرفوع بالضمة .
جميلا : خبر كان منصوب بالفتحة .
– ما زال المطرُ نازلا .
ما : حرف نفي .
زال : فعل ماض ناقص .
المطر : اسم زال مرفوع بالضمة .
نازلا : خبر زال منصوب بالفتحة .
– كن صبورا
كن : فعل أمر ناقص مبني على السكون ، واسم كان ضمير مستتر تقديره أنت .
صبورا : خبر كان منصوب بالفتحة .
– أضحتِ السماءُ بهيجة .
أضحت : فعل ماض ناقص والتاء : تاء التأنيث الساكنة لا محل لها من الإعراب .
السماء : اسم أضحى مرفوع بالضمة .
بهيجة : خبر أضحى منصوب بالفتحة .
– ليس سواءً عالمٌ وجهول ٌ.
ليس : فعل ماض ناقص .
سواء : خبر ليس مقدم منصوب بالفتحة .
عالم : اسم ليس مؤخر مرفوع بالضمة .
وجهول : الواو : حرف عطف ، وجهول : معطوف على عالم .
أمثلة على كان وأخواتها من القرآن
– يقول تعالى : ‘ وكان ربك قديرا ‘ ( الفرقان 54 ) .
كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح .
ربك : اسم كان مرفوع بالضمة ، والكاف ضمير المخاطب .
قديرا : خبر كان منصوب بالفتحة .
– يقول تعالى : ‘ ولا يزالون مختلفين ‘ ( هود 118 ) .
لا : حرف نفي .
يزالون : فعل مضارع ناقص مرفوع بثبوت النون ، والواو اسم يزال مرفوع .
مختلفين : خبر يزال منصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم ، والنون عوض عن التنوين .
– يقول تعالى : ‘ لن نبرح عليه عاكفين ‘ ( طه 91 ) .
لن : حرف نفي ونصب واستقبال .
نبرح : فعل مضارع ناقص منصوب بلن ، واسمها ضمير مستتر وجوبا تقديره نحن .
عليه : جار ومجرور .
عاكفين : خبر نبرح منصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم ، والنون عوض عن التنوين
– يقول تعالى : ‘ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا ‘ ( مريم 31 ) .
ما : مصدرية .
دمت : فعل ماض ناقص مبني على السكون والتاء في محل رفع اسم ما دام .
حيا : خبر ما دام والمصدر المؤول في محل نصب على الظرفية الزمانية.
أمثلة على كان وأخواتها من الشعر
– قال المتنبي :
إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة * فإن فساد الرأي أن تترددا
– قال طرفة بن العبد :
ولست بحلال التلاع مخافة * ولكن متى يسترفد القوم أرفد
– قال معروف الرصافي :
فأصبح الذل يمشي بين أظهرهم * مشي الأمير وهم من حوله خدم
– قال السمؤال :
سلي – إن جهلت – الناس عنا وعنهم * فليس سواء عالم وجهول
– قال الفرزدق :
فكيف إذا مررت بدار قوم * وجيرانٍ لنا كانوا كرام
المصدر
+ comments + 1 comments
بدنا اعراب ابيات الشعر
إرسال تعليق